يقدّم الصحافي الاسترالي في هذا الكتاب، وثيقة سياسة شاملة وتحقيقا كاملا يبدأه من العام 1997، بتفصيل وقائع حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها خالد مشعل في مدينة عمان، بعد أن دسّ له عملاء الموساد، نوعاً من السمّ الغامض كاد أن يودي بحياته لولا تدخل الملك حسين وتشغيل الوساطات الدولية بما فيها وساطة بيل كلينتون الشخصية، والتي أَجبرت إسرائيل على تسليم الترياق المناسب لإنقاذه. كما يبحث بدقة بظروف صعوده السياسي كقائد لحركة حماس التي شهدت تطوراً شعبياً ملحوظاً.
في فصول متعددة وبأسلوب روائي، وبالتواريخ والأرقام، سيطلع القارئ على كل ما يخصّ الظروف العامة والشخصية والأحداث السياسية والأوضاع الفلسطينية التي هيأت لهذه الحادثة التي تعرّض لها خالد مشعل والتي رافقتها، حيث يعود المؤلف أيضا إلى تفاصيل حياته وتأثيرها في تركيب شخصيته الخاصة والسياسية منذ شهر حزيران من العام 1967، حين هُجر من قريته في جبال القدس، ورأى قتلى الحرب الأولى التي يشهدها، و"عندما أمعن خالد النظر بعينيه الطفوليتين، لم يفهم أنه وسط ذلك الحزن والأسى تم اقتلاعه وعائلته من أرضهم".
يُبرز الكتاب كل الأحداث السياسية ووقعها على نفسية اليافع والمناضل والسياسي، وعلى التحولات الفكرية والسياسية التي مرّ بها، وعلى الوقائع التي شهدها الأردن بنزوح اللاجئين الفلسطينيين إليه و"الذين قطنوا طيلة سنوات في مخيمات بائسة تديرها الأمم المتحدة"، وعن مجازر أحداث أيلول الأسود عام 1970، وخيارات الملك حسين السياسية تجاه الفلسطينيين الذين عاشوا ثورات من الغضب والتمرد، فـ "تلك هي البيئة التي أصبح فيها حضور جماعة الإخوان المسلمين قوياً".
يستعرض المؤلف أبرز المواقف والمحطات في حياة مشعل السياسية، ويكشف عن معلومات حصرية خاصة بشخصه، كما يعرض لصعود حركة حماس السياسي عبر عملياتها الاستشهادية المتواصلة، وللنزاعات السياسية الداخلية التي تعاني منها التنظيمات الفلسطينية، وينتقل إلى وصف مرحلة ازدياد الدعم الشعبي، وإلى أحداث غزة الدامية في عام 2007، وصولا إلى ما آل إليه موقعها السياسي بعد ذلك.
يؤرخ الصحفي الاسترالي في هذا الكتاب، لتفاصيل الأحداث والأوضاع التي أنتجت حركة حماس بشقيها الاجتماعي والسياسي، كما يسلط الضوء على تكوين نفسية شخصية بارزة وقوية من أبنائها، عبر استعراض كامل لسيرة حياة قائدها خالد مشعل.