شغلت السيدة "هدى محمد الغصن" منصب المدير التنفيذي لإدارة الموارد البشرية في شركة أرامكو السعودية لتكون أول امرأة تتقلد منصب مدير تنفيذي بهذا المستوى.
تقاعدت هدى من منصبها في شركة أرامكو السعودية في ديسمبر 2017م بعد خدمة 37 سنة في العمل، وما زالت تشغل حالياً عضوية المجالس الإدارية في بعض الشركات في السوق المحلية والمؤسسات الحكومية.
ببصيرة ملفتة تقدّم "هدى الغصن" في مذكّراتها الجريئة "كيانٌ مُطلَق" قصة حياة عامرة بالإقدام والمثابرة والشجاعة في مواجهة تحديات اجتماعية وحضارية ومهنية فرضت قيوداً مصيرية على نساء جيلها في حقبة من الزمن كانت تفتقر فيها المرأة إلى أبسط الحقوق، بما في ذلك حقها في تقرير المصير.
والآن، وللمرة الأولى، تصف هدى قصة صعودها من وظيفة روتينية بسيطة في شركة أرامكو السعودية، كبرى منتجي النفط في العالم، حتى وصولها إلى دور فعّال في أعلى مرتبة تنفيذية وصلت إليها امرأة في تاريخ الشركة.
نشأت مؤلفة الكتاب في البيئة العربية الذكورية التقليدية التي يحكمها الرفض الإجتماعي والقمع العقائدي لشخصية المرأة الفردية واستقلالها الفكري، إلا أنها لم تستسلم ضحية للقيود التي فرضت عليها.
تدفعها إرادةٌ لا تلين، تمكنت هدى من التغلّب على تمييز ساد ثقافة في جيلها ألغت حقوق المرأة الأساسية، معترفة بتمردها ومقاومتها للتحديات الجندرية، وعدم قبولها أن تؤدي دور الأنثى التقليدية، ولم تكتفِ فقط بالثبات الحازم في وجه المضايقات المتواصلة، بل إنها أوقفت كل من حاول أن يحبط عزيمتها عند حده.
تسرد هذه المذكرات الساحرة كيف جردت "هدى الغصن" قوتها الداخلية في سعيها الحثيث للمساواة والإستقلال بالذات، وتعود إلى ندوب محنٍ جارحة، ومكنونات مؤلمة لم تفصح عنها حتى يومنا هذا.
يقدم هذا الكتاب نظرة عميقة خاصة عن مسيرة شخصية ذات أسلوب خاص، وهادئ، وحاسم، شخصية كافحت من أجل نظام منصف للإعتراف بقدرات، وفكر، وشخصية المرأة الفردية، وازدهرت في مسعاها نحو هوية لا يحدها زمان ولا مكان.
ولدت "هدى الغصن" في العراق، وقضت بداية طفولتها في المنطقة المحايدة ثم الكويت قبل عودتها إلى الرياض مع عائلتها في عام 1970، كانت واحدة من عشرة أبناء، وكان والدها محمد ناصر الغصن من رواد العقيلات في قوافل الإبل للتجارة في بريدة بدايات القرن الماضي.
كان "هدى الغصن" من أوائل النساء العاملات في أرامكو في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ونالت مسيرتها وإنجازاتها اهتماماً وتقديراً على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي فصنفت في المركز الرابع بين أقوى النساء العربيات في مجال الإدارة التنفيذية ضمن تصنيف فوربس (Forbes)، والمركز السابع في التأثير في مجال الطاقة لعام 2015 في التصنيف أرابيان بزنس Arabian Business والمركز الأول في جائزة المرأة العربية في مجال الأعمال لعام 2014 في السعودية، وتم تكريمها محلياً وعالمياً على إنجازاتها في التدريب والتطوير وتمكين المرأة، كما حصلت كذلك على عدة جوائز للقيادات النسائية المتميزة.