يهدف هذا الكتاب إلى مساعدة الأزواج على تصحيح الأفكار الخاطئة وتغيير المشاعر الكاذبة وتهدئة المشاعر الطائشة لإصلاح العلاقة بينهما. ويعتمد هذا الكتاب على نظرية الإرشاد المعرفي التي تم تقديمها وتطويرها من قبل العالم الأمريكي آرون بيك في الستينيات من القرن الماضي. الفكرة الأساسية التي تقوم عليها هذه النظرية هي أن يعكر مزاج الإنسان وسلوكه ليس كما يعتقد الكثير من الناس بأن الأحداث التي يمرون بها هي السبب الرئيسي لما يعانون منه، وإنما هي الأفكار الخاطئة أو المشوهة dyfunctional thinking وراء ذلك. وبالتالي نجد بأن تعديل أو تصحيح هذه الأفكار يسهم بشكل كبير في تحسين مزاج الإنسان وبالتالي تعديل سلوكه.
ولقد حاول مؤلف هذا الكتاب تحقيق الاستثمار الأمثل للنظرية المعرفية لمساعدة الأزواج المتخاصمين والذين بينهم بعض المشاكل على إعادة بناء علاقة ثقة بينهم وتحقيق مستوى من التفاهم وحل مشكلات العلاقة الزوجية بأسلوب هادئ ومنطقي يقبله الطرفان. كما حاول المؤلف تبسيط مفاهيم الإرشاد المعرفي بطريقة عملية في صورة أمثلة ومواقف حوارية بحيث تكون أقرب إلى التصور والفهم، بجانب تخصيص فصل منفرد لتناول عدد من المشكلات الخاصة المنتشرة بين الأزواج في معظم المجتمعات وبشكل خاص في مجتمعاتنا العربية.
ولتحقيق درجة عالية من الاستفادة من هذا الكتاب يتطلب الأمر من القارئ الكريم التركيز على قراءة أول ثلاثة فصول وعدم القفز إلى الفصول الأخيرة إلى بعد الانتهاء من الفصول الأولى. فالفصل الأول يتناول تقديم مبسط لنظرية الإرشاد المعرفي وأهم مبادئها وآلية عملها، وبالتالي يعتبر قراءة وفهم هذا الفصل المدخل الأساسي لفهم كيف تحدث الخلافات الزوجية وطريقة علاجها وفق هذه النظرية.
بينما يتناول الفصل الثاني الخلافات الزوجية وهذا البعد مهما جداً أيضاً لأنه هو موضوع الكتاب حيث يتناول مفهوم الخلافات الزوجية والفرق بين الخلافات الهدامة والخلافات البناءة. فالفصل الثاني يهدف إلى مساعدة القارئ الكريم على معرفة متى يكون لديه مشكلة مع الطرف الآخر لكي يعمل على حلها. أما الفصل الثالث فيتناول أسباب الخلافات الزوجية بحسب تفسير نظرية الإرشاد المعرفي.
في حين يتناول الفصل الرابع العلاقة الزوجية، وبالتالي يكون هذا الفصل هو قلب هذا الكتاب لأن الزواج يقوم على سلامة العلاقة الزوجية وبصلاحها يصلح الزواج وبفسادها يفسد الزواج. من هنا كان لا بد من تخصيص فصلاً كاملاً للعلاقة الزوجية وعوامل بناءها وهدمها. ويأتي الفصل الخامس ليركز على عرض أساليب حل الخلافات الزوجية بطريقة عملية قائمة على الأمثلة والحوارات التطبيقية والعملية التي تصور بعض مواقف الحياة وطرق مواجهة الخلافات بطريقة تسمح بتقبل الطرفين الزوج والزوجة في حل خلافاتهما. أما الفصل السادس والأخير فهو يتناول ثمان قضايا هامة وجد المؤلف من خلال عمله بالاستشارات ا لأسرية هي من أكثر القضايا انتشاراً بين الأزواج، وبالتالي حاول المؤلف أن يقدمها بطريقة تسمح للقارئ الكريم تصور المشكلة ومعايشتها والطريقة المناسبة لحلها.