هذا الكتاب يتميز بقفزة وثقافية عربية وإسلامية جريئة، فهو يتناول لأول مرة عدداً من القضايا والمسائل التاريخية والدينية والسياسية التي ظلت إلى وقت طويل خاضعة للجدل والنقاش والحوار دون التوصل إلى فهم عللها وأسبابها. كما أنه يخرج من دائرة المسلمات التقليدية والموروث الإسلامي المضطرب إلى رؤية جديدة ومعاصرة في إبراز الإسلام الإنساني بأبعاده الكونية الشمولية كمنظومة متكاملة للحكم والسياسة والاقتصاد والإدارة والعلاقات الدولية والخصائص التكاملية لروابط الأفراد والجماعات والأسر والقبائل والشعوب. وإذ يتناول قضايا الإرهاب كواحدة من الشعارات "العدو المختلق" حلًّ محل الشيوعية والإلحاد، فهو يغوص في عمق الحضارات والثقافات والتاريخ بحثاً عن العناصر الفكرية والفلسفية والممارسات التاريخية التي تؤسس للإرهاب إيديولوجيا ودينياً وسياسياً ويقابل بينها وبين الإسلام المجرد من كل نزعة أو اتجاه إرهابي المستند إلى "العدوان" المجرد من أجل العدوان.
كما يتناول من زاوية أخرى موقف الولايات المتحدة الأميركية من موضوع الإرهاب وخلفيات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وعلاقة الأميركيين باليهود والصهيونية من خلال وحدة الثقافة الدينية ووحدة مصدر هذه الثقافة وتقاليدها ومفاهيمها التي تشكل علاقة عضوية أكثر مما يظهر من شكلها السياسي، ويقابل بين هذه العلاقة وبين علاقة العرب ببني إسرائيل-العرب أصلاً-وعلاقة العرب وبني إسرائيل باليهود واليهودية.
هو كتاب يبدو في مجمله كمدخل إلى ثورة فكرية عربية وإسلامية ومحاولة لفهم التاريخ بمنظور عالمي آخر، وهو موجه إلى القارئ العربي الدرجة الأولى لأن هذا القارئ أكثر قدرة على فهم المصطلحات والإشارات الواردة في هذا الكتاب.